ميناء عدن: بوابة العاصمة عدن التجارية عبر العصور

يعد ميناء عدن واحدًا من أهم الموارد الوطنية في العاصمة عدن ويُعتبر “بوابة الجنوب إلى العالم” حيث يساهم بشكل كبير في الاقتصاد الوطني وتعود أهمية ميناء عدن إلى أكثر من 3000 سنة حيث شهدت المدينة حركة تجارية نشطة منذ العصور القديمة وكان من أبرز الزوار لها ماركو بولو وابن بطوطة في القرنين الحادي عشر والثاني عشر وقد تطور الميناء بشكل ملحوظ على مر العصور ليصبح مركزًا تجاريًا حيويًا.
في عام 1800م بدأ ميناء عدن بتقديم خدمات جديدة للسفن البخارية،مثل التزود بالوقود والفحم والمياه ومع افتتاح قناة السويس عام 1869م ازداد دور ميناء عدن أهمية حيث أصبح واحدًا من أكثر الموانئ ازدحامًا في العالم في عام 1950م، حيث كان يُستخدم لتزويد السفن بالوقود وكان يشكل مركزًا رئيسيًا للتسوق والتجارة وكانت الصنادل تستخدم لنقل البضائع بين السفن الراسية في الميناء الداخلي والأرصفة بينما كانت السفن الشراعية تقوم بنقل البضائع إلى الموانئ الإقليمية.
في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي تم بناء مصفاة عدن وميناء الزيت لاستقبال النفط الخام من دول أخرى وتكريره مما عزز من قدرة الميناء على تقديم الوقودللسفن، وقد ساعد هذا في جعل ميناء عدن نقطة استراتيجية في الطريق التجاري بين أوروبا وشبه القارة الهندية والشرق الأقصى.
ومع إغلاق قناة السويس في عام 1967م تأثر ميناء عدن بشكل كبير حيث تغيرت المسارات التجارية وتحولت حركة البضائع إلى رأس الرجاء الصالح ومع هذه التغيرات بدأت دول الجوار في بناء موانئ حديثة ومجهزة لاستيعاب الزيادة في الحركة التجارية. في هذا السياق وأدركت عدن أهمية تحديث مراسيها لتواكب التطورات في موانئ العالم، فتمكنت من الحصول على قروض ميسرة لتشييد المراسي المباشرة في مديرية المعلا في نهاية الثمانينيات.
وفي مارس 1999م تم افتتاح محطة عدن للحاويات في الشاطئ الشمالي للميناء لاستيعابب السفن الضخمة ما ساهم في تحسين خدمات المناولة وتعزيز قدرة الميناء على التعامل مع الحاويات ومع التغييرات الأخيرة في المنطقة تحول ميناء عدن من الترانزيت إلى مناولة الواردات والصادرات الوطنية مما أدى إلى زيادة حجم البضائع المتنوعة التي يتم مناولتها.
وتم افتتاح رصيف خليج عدن في عام 2006م الذي يوفر مرسيين ضخمين بأعماق مناسبة لاستيعاب القمح السائب والبضائع الأخرى، مما زاد من الطاقة الاستيعابية للميناء.
وبذلك يظل ميناء عدن واحدًا من أهم الموانئ في المنطقة ويستمر في لعب دور محوري في الاقتصاد والتجارة الدولية.