التاريــخ

مسجد أبان: من أقدم المعالم الإسلامية في مدينة عدن

 

يُعد مسجد أبان من أقدم وأشهر المساجد في مدينة عدن حيث يعود بناؤه إلى القرن الأول الهجري، وتحديدًا إلى عام 105 هـ (723م) عندما بعث ثالث الحلفاء الراشدين عثمان بن عفان حيث حفيده الحكم بن أبان إلى مدينة عدن فقام ببناء المسجد الذي سُمّيَ على اسم والده “أبان” وكان الحكم بن أبان فقيهًا وعالمًا مشهورًا بالعلم والفقه وعُيّن قاضيًا لمدينة عدن واشتهر بالعدل والصلاح وكان يُلقي دروسه في المسجد الذي أصبح مركزًا علميًا هامًا في المدينة.

ظل مسجد أبان يتسم بالتواضع المعماري لمئات السنين حيث لم يكن له مئذنة أو قبة وكان يتألف من باب وأعمدة ونوافذ مزخرفة وهذا التصميم البسيط يعكس اهتمامات العلماء والتابعين الذين تعاقبوا على إمامته، حيث كانوا يركزون على المضمون العلمي والتدريس في المسجد بدلاً من الاهتمام بالشكل المعماري وبفضل هذه السمعة الطيبة وتواجد كبار العلماء في المسجد أصبح مكانًا يتوافد إليه طلاب العلم من مختلف الأماكن لطلب العلم والتفقه في الدين.

اتفق أقوال المؤرخون على أن مسجد أبان هو أول مسجد شُيِّدَ في مدينة عدن، ومن أبرز الشهادات التاريخية على أهميته، الإمام أحمد بن حنبل، الذي زار المسجد في سنة 170 هـ أثناء تواجده في عدن للقاء إبراهيم بن الحكم (حفيد أبان)، لأخذ العلم والمعرفة الدينية منه.

يُعتبر مسجد أبان من المعالم الإسلامية القديمة التي تتمتع ببناء بسيط وفقًا للطراز المعماري السائد في القرون الإسلامية الأولى على مر العصور تعرض المسجد لعدة عمليات ترميم إلا أن أبرز عملية كانت في عام 1998م حيث تم إعادة بناء المسجد بالكامل ولكن مع الأسف طُمِسَت جميع معالمه القديمة خلال الترميم.

اليوم لا يزال مسجد أبان يُعد من أهم معالم مدينة عدن وأكثرها شهرة، كما تُقام فيه حلقات تعليم القرآن الكريم بشكل منتظم ويُحيي العشرات من المصلين ليالي شهر رمضان بتلاوة القرآن وأداء صلاة التراويح والقيام.

مسجد أبان هو رمز إسلامي تاريخي في مدينة عدن، وهو من أقدم وأهم المساجد في المدينة لا يزال يشكل مركزاً هاماً للعلم والدين ويستمر في لعب دور بارز في الحياة الدينية والثقافية في المدينة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى